تعويم الدرهم وذكرى انتفاضة الخبز والكرامة

العرائش أنفو

تعويم الدرهم وذكرى انتفاضة الخبز والكرامة

أمين أحرشيون – برشلونة

تعويم الدرهم ومخاطر المشروع لأصحاب القرار من أجل مصالحهم الشخصية خارج الوطن وتجويع الشعب سيؤدي إلى كارثة  الأمة التي ليس لها ذاكرة حية تموت ولامستقبل لها ، نحن من  مواليد 1983  سمعنا عن  الانتفاضة  بتطوان ومعظم الشباب في الثمانينات رسموها في اذهانهم وكأننا عشناها لان من حكاها لنا عاشاها لأننا من أبناء مدينة تطوان الحرائر قبل أن تصبح من العساكر اين انت يا إدريس البصري واتباعك واين انتم من التاريخ القذر وها انتم تكررون نفس المسلسل في مناطق الريف وتقفون في وجه المطالب  بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية لنا التاريخ ولكم فيه من مزبلة مجرد ماض القمع والظلم والاستبداد وما زال الشعب كذلك .

عاشت مدينة تطوان كباقي المدن المغربية في يوم 19 يناير من سنة 1984 حدثا دمويا في ظل الأحداث التي شهدتها كل أرجاء المدينة، سميت آنذاك بانتفاضة الخبز و الكرامة، والتي اندلعت نتيجة غلاء المعيشة وتفشي البطالة و الفقر مما أدى إلى تدهور القدرة الشرائية للمواطنين بشكل مهول و خطير، وقد تأتى ذلك بسبب شروع المغرب في تطبيق سياسة التقويم الهيكلي المملاة من مراكز القرار المالي العالمي لدفع المغرب لتسديد فوائد الديون الخارجية، وما ميز هذا اليوم بحسب من عاشوا تلك المرحلة قوة التدخل ” القمعي ” في حق المواطنين من طرف مختلف الأجهزة العسكرية، و هو ما وُصف آنذاك بمأساة إنسانية حقيقية، بعد خروج الجيش مدججا بأسلحته الثقيلة من دبابات في بلاصا بريمو والفدان وتم استعمال الذخيرة الحية أيضا بأحياء العيون والوطية والباريو… و قبل أن تكون هناك قناة الجزيرة وقبل أن يكون هناك بشار الأسد وقبل ما سمي بالربيع العربي عاشت بعض المدن المغربية فصلا من فصول ما بعد التلفاز والشاشة الملونة وياريت لو كانت في ذاك اليوم لتأكدنا أن لنا من يحكم المغرب بقبضة حديدية قبل الثورات العربية القائمة في يومنا هذا .