ads980-90 after header
الإشهار 1

ليلة القدر تاريخ من التقديس و قليل من الفهم

الإشهار 2

العرائش أنفو

ليلة القدر تاريخ من التقديس و قليل من الفهم

تحل اليوم ليلة القدر تصادف 26 من شهر رمضان، هذه اليلة التي تعتبر في رأي الكثيرين خير من ألف شهر، لكن بالعودة إلى المصادر التاريخية للفقهاء و المفسرين نجد حيرة في تحديد أيّ ليلة من رمضان هي ليلة بالضبط ليلة القدر، فذهبوا مذاهب شتّى، وتضاربت أقوالهم كثيراً، و في هذا الصدد نسبوا أحاديث متضاربة ومتناقضة للرسول وللصحابة والتابعين وغيرهم، كلٌّ حسب ما عنّ له وما استند إليه من مرجع، وقد قام المفكر بسّام الجمل في كتابه «ليلة القدر في المتخيّل الإسلامي» حسب قراءة الأستاذ وضاح صائب بحصر هذه الأقوال المتضاربة، فبيّن لنا أنّ ثمّة مَن ذكرها في الليلة الأولى من شهر رمضان حسب تفسير الطبرسي، وتفسير الرازي، وتفسير القرطبي، وتفسير ابن كثير، والآلوسي في روح المعاني، وذلك في حديث رواه ابن رزين العقيلي، وثَمّة مَن ذكرها في ليلة الرابع عشر من رمضان كابن عطيّة في المحرّر الوجيز، بعبارة رُوي، وفي ليلة السابع عشر من رمضان في سنن أبي داود، وتفسير ابن كثير في حديث للرسول رواه ابن مسعود، وتفسير الطبرسي، وتفسير الرازي، في رواية عن الحسن البصري ، وفي ليلة التاسع عشر من رمضان تفسير الطبرسي في رواية عن جعفر الصادق، وتفسير الرازي في رواية عن أنس بن مالك عن الرسول، وتفسير القرطبي بعبارة “قيل”، وتفسير ابن كثير في رواية عن علي بن أبي طالب وابن مسعود، وفي ليلة الحادي والعشرين من رمضان التبيان للطوسي بعبارة “قال أصحابنا”، وتفسير الطبرسي في رواية عن أبي جعفر، وتفسير الرازي في رواية عن محمد بن اسحق، وتفسير القرطبي، وتفسير ابن كثير في رواية عن الرسول، وفي ليلة الثاني والعشرين من رمضان حسب سنن أبي داود عن الرسول، والتبيان للطوسي بعبارة “قال أصحابنا” أيضا، وفي ليلة الثالث والعشرين من رمضان حسب تفسير الطبرسي، وتفسير القرطبي في رواية عن الرسول، وتفسير الرازي في رواية عن ابن عبّاس، وفي ليلة الرابع والعشرين من رمضان تفسير الرازي عن ابن مسعود، وتفسير القرطبي عن الحسن البصري، وتفسير ابن كثير عن الرسول برواية أبي سعيد الخدري، وروح المعاني للآلوسي عن الرسول برواية بلال، وفي ليلة الخامس والعشرين من رمضان حسب ما أورده التبيان للطوسي بعبارة “جوّز قومٌ”، وتفسير الطبرسي، وتفسير القرطبي عن الرسول، وتفسير الرازي عن أبي ذر الغفاري ، وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان تفسير الطبرسي، وتفسير الرازي، وتفسير القرطبي، وتفسير ابن كثير برواية أبيّ بن كعب، وتفسير الطبرسي مرّة أخرى عن عائشة وابن عبّاس وابن عمر، وتفسير القرطبي مرّة ثانية عن الرسول، وتفسير الزمخشري بعبارة “أكثر القول”، وفي ليلة التاسع والعشرين من رمضان بحسب التبيان للطوسي بعبارة “جوّز قوم”، وتفسير الطبرسي عن الرسول، وتفسير الطبرسي مرّة ثانية، وتفسير ابن كثير بعبارة “قيل”، وتفسير الرازي بعبارة “قال بعضهم”، وأخيراً في ليلة الثلاثين من رمضان حسب تفسير ابن كثير عن الرسول، والسراج المنير للشربيني بعبارة “قيل”، مع أنّ رمضان قد لا يكمل ثلاثين يوماً دائما.

ويؤكّد لنا الباحث سليم الجمل أنّ هذه الأحاديث نسبت إلى الرسول في زمن متأخر عن عهد الدعوة، وأنّ جلّها وردت في التفاسير المصنّفة في القرن السادس الهجري والقرون التالية له، وهذا واضح من استعراضها أعلاه. أمّا البخاري فانفرد بحديث منسوب لعائشة يقول أنّ النبي قال: “تحرّوا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان” مع أن البخاري يورد أحاديث متباينة و متناقضة مع بعضها و هو ما أوضحه المفكر محمد عبد الفتاح السروري في دراسة بعنوان “تناقضات البخاري في روايات ليلة القدر” حيث يورد فيها في قراءته لكتاب البخاري طبعة صادرة عن دار الغد الجديد و بالضبط في باب فضل ليلة القدر ص 364، من خلال الوقوف على كل الأحاديث الواردة في هذا الشأن من 2015 إلى 2023، بحيث يقول في الحديث رقم 2015 ” حدثنا عبدالله بن يوسف أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي (صلى الله عليه وسلم) أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر، أى ان ليلة القدر تبعاً لمتن الحديث قد ظهرت لرجال من أصحاب النبي، وليس للنبي نفسه، وظهرت لهم في نفس المنام جميعاً، فصدق النبى على رؤياهم وأقر أنها في السبع الأواخر من رمضان. و هنا يطرح السروري سؤالا مهما مفاده: بأي حق تتجلى ليلة القدر لأصحاب النبي، والنبي نفسه بين أظهرهم حي يرزق؟ أليس الله هو المشرع والنبي هو المبلغ؟ ألم يكن من الأجدر أن تكون الرؤيا للنبي وليس لرجاله؟ ثم من هؤلاء الرجال وما هي أسمائهم مع العلم أن أصحاب النبي ورجاله في فجر الدعوة كانو معروفين جميعا؟ إذن حسب الحديث الأنف الذكر فإن ليلة القدر تكون في السبع الأواخر من رمضان. لكن في الحديث رقم 2016 من نفس كتاب البخاري حديث مسنده ( حدثنا معاذ بن فضالة حدثنا هشام عن يحي عن ابى سلمة قال سألت أبا سعيد وكان لي صديقا فقال إعتكفنا مع النبي صلي الله عليه وسلم العشر الاواسط من رمضان فخرج صبيحه عشرين فخطبنا وقال إني أريت ليلية القدر ثم أنسيتها أو نسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين فمن كان إعتكف مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فليرجع، فرجعنا وما نرى في السماء قزعة فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد وكان من جريد النخل واقيمت الصلاة فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين حتى رأيت أثر الطين في جبهته. وهذا حديث أخر منسوب لنبي الاسلام صلي الله عليه وسلم نفهم منه أن رسول الله قد نسى أو أنسي ليلية القدر، نسي رسول الله الليلة التي نزل فيها القران نسي رسول الله الليلة التي هي خير من ألف شهر وليس هذا فحسب، بل ويجعل هذا الحديث ليلة القدر في العشر الأواخر وليست في السبع االأواخر كما ذكر الحديث السابق له مباشرة، ألا يعرف رسول الله تاريخ وموعد الليلية التي نزل فيها كتاب الله؟ أم ان البخاري هو الذي يعرف كيف (يحبك) المنقول والإدعاء على نبي الاسلام؟ يضيف السروري. وفي الحديث رقم 2017 يقول البخاري في كتابة ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ما معناه أن نتحري ليلية القدر في الوتر من العشر الاواخر من رمضان. وفي الحديث 2018 حديث معناه أن الرسول قد نسي موعد ليلية القدر وأن علينا ان نبتغيها في كل وتر في العشر الأواخر من رمضان. وكذلك في الحديث رقم 2020 حتى نصل الي الحديث رقم 2021 والذي ينص “حدثنا موسي بن اسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن عكرمه عن إبن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلي الله عليه وسلم قال التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر في تاسعة تبقي في سابعة تبقي في خامسة تبقي” وهنا يولد سؤال ولادة طبيعية من نص الحديث المنسوب للرسول أنه يجب علينا ان نلتمسها في العشر الأواخر ثم يحدد الليالي المقصودة إما التاسعة والعشرين أو السابعة والعشرين أو الخامسة والعشرين، و في حديث سابق يحدد الرسول انها في العشر الوتر الأواخر، وفي هذا الحديث يحدد الرسول أنها في بعض ليالي العشر الوتر الأواخر مع إسقاط الليلة الواحدة والعشرين وليلة الثالث والعشرين، فأي الحديثين صحيح؟ بناء على الحديث الأول فإن ليلة القدر قد تقع في الليلة الثالثة والعشرين (قد) وبناء علي الحديث السابق مباشرة هي لا تقع في هذه الليلة ابدا فأي تناقض هذا؟ طبعا هذا ليس بعجيب فالحديث مروى بسند عن إبن عباس هذا الطفل الذى عندما توفى رسول الله (ص) لم يكن بلغ من العمر ثلاثة عشر سنة. وفي حديث آخر عن خالد عن عكرمة عن ابن عباس قال التمسوها في أربع وعشرين، وأربع وعشرين ليست من الوتر فأي الأحاديث صحيحة وأين هو الموعد الزماني لليلة القدر تحديدا؟ هل هي في الليالي الوتر أم في ليلة الرابع والعشري؟.

ثم نأتي للحديث رقم 2023 ونصه “حدثنا محمد بن المثني حدثنا خالد بن الحارث حدثنا حميد حدثنا انس عن عباده ابن الصامت قال خرج النبي صلي الله عليه وسلم، ليخبرنا بليلة القدر فتلاحي رجلان من المسلمين فقال خرجت لأُخْبِرَكُم بليلة القدر فتَلاَحَى فلان وفلان فرُفِعْتُ وعَسَى أن يكون خيرًا لكُم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة”، في خلط أكبر للأمور، يصعّب المسألة ولا يهوّنها، ويبدو أنّ الحديث سالف الذكر الذي انفرد به البخاري طغى على ما سواه، وبات على امتداد أكثر من ألف سنّة، مرجعا و مستنداً لكلّ المسلمين في أصقاع الأرض المختلفة، دوناً عن الأحاديث الأخرى، ليقوموا بتكثيف عباداتهم في الليالي الوتر في العشر الأواخر من كلّ رمضان، لاحتمال وقوع ليلة القدر في إحداها، وبالتالي كسب أجر يعادل عبادة ألف شهر، أيّ ما يزيد عن ثلاثة وثمانين عاماً. لكن بعيدا عن تحديد تاريخ الليلة بالضبط هناك أسئلة تكاد تفجر رأسنا و هي إما مسكوت عنها أو محرم طرحها، و أهما كما طرح أيضا الباحث عبد الفتاح السروري هل تتكرر ليلة القدر كل عام عبر ليلة من ليالي رمضان؟ أم أن ليلة القدر هي ليلة واحدة فقط كانت و ذهبت و انتهت؟ إذن عندما يحتفل المسلمون في العشر الوتر الأواخر من رمضان بليلة القدر، هل يحتفلون بذات نفس الليلة المذكورة في الأيات الخمس من سورة القدر؟ و هل هم فعلا يحتفلون بنفس الليلة التي هي في حقيقتها تعادل نفس ليلة القدر الأساسية؟ أليست ليلة القدر إنما هي في الحقيقة ليلة واحدة حدث فيها ما حدث و بانتهاء هذه الليلة انتهت فعليا ليلة القدر، و ما يحتفل به المسلمون كل عام في شهر رمضان إنما هو في الحقيقة إحياء لذكرى تلك الليلة لا إحياء لليلة بذاتها، بمعنى أن ليلة القدر لا تتكرر كل عام بل ما يتكرر هو ميعادها أي ذكراها؟ خاصة و ان العديد من الخرافات و الأساطير قد حيكت حول هذه الليلة باعتبارها تمثل عرض bonus من قبل الله للمسلمين، باعتبارها خير من ألف شهر و من صامها أيمانا و احتسابا كأنما صام الدهر كله و غفر الله ما تقدم و تأخر من ذنبه، في انتقائية غير مفهومة لعلاقة الشعائر و الطقوس الدينية طيلة السنة مع الخالق. أليس المسلم مطالبا طيلة العام بالصلاة كناهية عن المنكر، و التعبد و الصدق في المعاملة و التصدق؟ فلماذا يكون أجر هذه الأعمال في فترة /ليلة أكثر منه في أخرى؟ ومن ناحية أخرى أورد مسلم وأحمد والنسائي والترمذي وأبو داود وابن حبّان، حديثاً يفيد أنّ أهمّ علامات ليلة القدر هي أنّ الشمس تشرق في الصبيحة التالية لليلة القدر لا شعاع لها، و هو ما يفرض علينا البحث في تاريخ هذه الليلة و معانيها و كيفية حضورها في الديانات الأخرى ميتولوجيا و حتى علميا، و بالتالي تحديد توقيتها وفقا للعلامة المشار إليها في حديث مسلم و النسائي و الترمذي و أبو داود و ابن حبان.

و يوضح الباحث عبد الحكيم الفيتوري أن الأديان تتفاوتة في تحديد مواعيد ليلة القدر أو بالأحرى الليلة الكبرى المقدسة، وعلامات حضورها، وثواب قيامها، لكن يوجد شبه اتفاق كامل بين الأديان أن ثمة ليلة أو ليالي مباركة ومقدسة ينبغي على المتعبدين المؤمنين الحرص عليها وتحريها والإكثار من العبادة فيها، فمثلا تحتفل الصابئة اتباع نبي الله نوح ويحي عليهما السلام، والتي تعد من أقدم الديانات في المنطقة، بليلة القدر حيث تأتي هذه الليلة بعد صلاة الأكاليل والتي تقع بين يومي السادس والسابع من السنة الجديدة، ويقوم المؤمنون بالصلاة والذكر والدعاء في تلك الليلة حتى الصباح، فينال القائم الداعي الذاكر رضى ربه وتستجاب دعوته وتتحقق له مطالبه الدنيوية والأخروية، و كذلك الديانة الإيزيدية وهي ديانة متكونة من خليط سماوي وأرضي، وتعد الإيزيدية من الديانات القديمة التي ظهرت في عهود ما قبل الاسلام، حيث يحتفل الإيزيدون سنويا في منتصف شهر شعبان حسب التقويم الهجري، بقدوم ليلة (بشفبرات) أي ليلة القدر حتى مطلع الفجر. و قد جاء على لسان مسؤول القسم الثقافي في مركز لالش الإيزيدي، شمو قاسم قوله : إن الإيزيديين يحتفلون سنويا في منتصف شهر شعبان بحسب التقويم الهجري، بقدوم ليلة “بشفبرات” أي ليلة القدر، وهي إحدى المناسبات الإجتماعية المهمة للإيزيديين التي يتجمع فيها الشبان والشابات ويؤدون الأغاني والرقصات والألعاب الشعبية حتى مطلع الفجر، فضلاً عن إحضار أنواع مختلف من الأطعمة كما نشرته السومرية نيوز تحت عنوان “مقال الايزيديون يحتفلون بشفبرات حتى مطلع الفجر”. ويبدو أن فكرة الليلة المقدسة كانت حاضرة في نصوص العهد القديم والجديد، ففي العهد القديم جاء ذكر الليلة المقدسة في قسم أخبار الأيام الثاني بعد أن ذكر دعوة سليمان قادته إلى الإجتماع في خيمة الاجتماع مسكن الله، حيث يتوجه سلميان وجميع الذين معه إلى مذبح النحاس الذي في خيمة الإجتماع أمام الرب ويقدم عليه ألف محرقة حسب ما ذكر في العهد القديم من التوراة. و هكذا تصور المؤمنون في كل الأديان أن ثمة ليلة مباركة مقدسة، وسبب تقديسها يعود إما إلى خلق آدم، أو ولادة رسول، أو اللقاء بالرب، أو نزول رسالة سماوية، ويتم أحياء هذه الليلة والإحتفال بها كل بطريقته من ناحية الطقوس والعبادات و الشعائر والأوقات.

و إن من يقرأ و يبحث في الأساطير القديمية والديانات السابقة، سيجد أيضا كيف فسرت كلها تقريبا كيفية بدء الخليقة الإنسانيّة على هذه الأوض، ولحظة نفخ الروح الإلهيّة في آدم و تنزيل الملائكة والروح، و أن هذا الأمر قد تمّ في ليلة الانقلاب الشتوي/ليلة القدر، واحتفل أتباع هذه الديانات على مرّ التاريخ الطويل رمزيّاً بتلك الليلة التي تصادف الرابع/ الخامس والعشرين من كانون الأول/ دجنبر، و هذا ما نجده في الديانات الهندية والصينيّة والزرادشتيّة ومعتقدات أميركا الجنوبيّة وغيرها، وبخاصّة لدى قدماء المصريين الذين اعتبروا هذا اليوم ميلاداً لأوزوريس وابنه حورس الذي تطابق لديهم مع آدم أبي الإنسانية، وفي روما القديمة كان هذا اليوم احتفالاً للإله ساتورن، وقيل إنّه كان يعتبر ميلاداً لكل من أدونيس وباخوس في الحضارتين الهلنستيّة والرومانيّة، وفي اليابان يحتفلون منذ القرن السابع الميلادي بعيد بزوغ إله الشمس أماتيراسو ويطهون فيه اليقطين، وفي فارس هو عيد إله الشمس أيضاً، وفي الصين هو عيد دونغ زي، وقد جاء الآباء المسيحيون فاعتبروا هذه الليلة هي ليلة ميلاد المسيح /الكريسماس، بقرار من البابا ليبيريوس عام 354 م، بعد أن كانوا يحتفلون به في الربيع قبل ذلك، ولا يزال العالم كله من شرق آسيا حتى غرب أميركا يحتفل بهذه الليلة كلّ عام، وإنْ كان الظن السائد لدى معظم الناس من العامّة أنّها خاصّة بميلاد المسيح فقط، وهذه الليلة بالضبط، هي الليلة التي تشرق الشمس في صبيحتها و لا شعاع لها، و ذلك راجع حسب التفسير العلمي إلى ميلها حدّاً أقصى عن العمودي على سطح الأرض، واختراق أشعّتها لمسافة أطول في الجو ممّا يجعلها تتعرّض للكثير من الإنعكاس على السحب، والإمتصاص بفعل غازات الجو، وهو ما لاحظه الأقدمون عبر آلاف السنين، وغفل عنه فقهاء المسلمين رغم أنّ الخوارزمي سبق و ذكره و شرحه جيدا في كتاب “صورة الأرض”. إذن هناك رابط بين هذه الليلة في الديانات السماوية و غير السماوية و التقويم النسيء الذي تم تجاوزه في فهم ربما خاطىء للأية 37 من سورة التوبة “إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين”، و الذي يحتاج هو الآخر إلى مقال في ارتباط مع التوقيت الحقيقي لرمضان نفسه و في نفس الوقت تحديد دقيق لتاريخ ليلة القدر.

و كل حجر و و رمضان بدون جَوْعَى.

ذ.شفيق العبودي

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5