ads980-90 after header
الإشهار 1

حالة إغراق في الأوهام؟!

الإشهار 2

العرائش أنفو

حالة إغراق في الأوهام؟!

محمد أبو غيور

منذ مدة غير قصيرة ونحن في المغرب نعيش حالة من الإغراق في وهم التكنوقراط التي تعني اختيار الوزراء من الخبراء في مجالات معينة ليتولوا مسؤوليات حكومية تحت مظلات حزبية وإن لم ينتموا إلى هذه الأحزاب في يوم من الأيام. المتأمل في تركيبة مثل هذه الحكومة يجعل الأمور تختلط عليه إذ أن كثيرا من الوزراء من هذه الطينة التيكنوقراطية المميزة لا يديرون ملفات في مجالات خبرتهم السابقة إن وجدت من الأساس كما أن بعضا ممن تتوافق خبراتهم مع المجال الوزاري الذي هم فيه لا يمتلكون السير الذاتية الكافية ليتبوأوا المنصب الوزاري مقارنة بوفرة الأكثر خبرة و تأهيلا وتجربة الموجودين فعلا في الأحزاب الوطنية يناضلون في صفوفها.

لم يعد سرا أو اكتشافا خطيرا أن المنصب الوزاري أصبح يشكل بصورة أوضح وأوسع استجابة للمحيط الإجتماعي والشخصي لرئيس الحكومة أو لجهات أخرى غير مرئية. وهذه المسألة لم تكن سابقة على حكومة السيد أخنوش إلا في حدود ضيقة تشمل بعض الوزارات والمسؤوليات السيادية.. إنه منطق الاعتبارات الزبائنية التي باتت تتحكم في التشكيلات الحكومية من خلال التعيينات البراشوتية والدفع بالأمور والواقع إلى التحرك فيها باتجاه الكوارث وصناعة الأزمات ، فإذا جاءت متغيرات الواقع ضد رؤيتها أوجدت إشكالية جديدة تجعل من تأزيم الأوضاع العامة ومن التنافر الداخلي والصراعات الفئوية إشكالية ضاغطة وضامنة لمصالحها ولربما تزيد من حدة نفوذها كما هي الحال الآن.

يجب صراحة أن نعمل في حزب الإستقلال على إعادة استقطاب مفاهيم السياسية ومعايير النجاعة وقواعد السلوك الوطني القويم وتحرير قدرة الحزب واستقلاليته من امتياز التيار الفئوي الانتهازي غير الأخلاقي وأن يعطي هذا الامتياز لمناضليه الحقيقيين بأخلاقيات النضال والإستحقاقية وبهذا يكون حزب الاستقلال ضمير الأمة قد وضع خارطة فكره السياسي و برامجه في ساحة الشعب لأنه أهم من الانتخابات والحكومة وغيرهما لأنه هو الذي يصنع الحكومة ويلقي بها في قمامة التاريخ.

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5