الجرح الأعمق في روحي حتى الآن وإلى الأبد؟!

العرائش أنفو
الجرح الأعمق في روحي حتى الآن وإلى الأبد؟!
محمد أبو غيور
لا أحد يدفع عنك حمام الموت ياوالدي الأعز،فقد توخاك ،حتى استكملت صورتك البهية دورة الموت،وسيف الموت في صدرك،آلمني كثيرا أن تتنفس بصعوبة،وددت لو أستطيع أن أفتديك برئتي حتى تتنفس بسهولة،الهواء الخفيف،!لقد كنت ظل أبنائك وبناتك،كنت الهواء الذي نتنفس،تحمل في عينيك أسرار الموجعين بفراقك،ونحن كل عطاياك،وتخذلني كل الكلمات،أن أقول شيئا من الكلمات توفيك حقك علينا ،وأعرف ،ياوالدي الأعز،أحزانك السرية العميقة الأعمق من المحيط نفسه،فلقد حلت على الريف الجائحات،والقحط والجفاف،يوم مغادرتك للريف تسبح في أمواج الطرق والمحطات حتى وصلت إلى تطوان ،وكانت نهاية المجهول ،أن حطت رحلتك المتعبة في مدينة العرائش،!
مضيت كالريح فوق جميع التلال والمنعرجات والمسالك والوديان اليابسة التي جفت منها المياه في تلك السنين الصعبة،فحلت عليك رحمة الله،وانت في ميعة العمر طفلا لم تتعد الثانية عشر من العمر،!وحصدت سنابل بذورمتاعب رحلتك الطويلة،وانتظرت أن يوسمك التعب والسفر والهجرة وسام الصابر على ماتحملته من مشاق ومشاق ومشاق…!
حتى أن أصابع الأقدام كانت تنبت من رأسك،وكانت عناية الله،معك،أن عرفت والدتي،رحمها الله،فكانت مظلتك الواقية من حر الشمس وقسوة الشتاء البارد،!
لا أتصور أن بإمكاني أن أكتب عن ليلة فراق الوالد بلا وداع،،لا أستطيع الكتابة،!وها قد اقتربت ذكرى تلك الليلة المؤلمة،ويدي لازالت حتى الآن مرتعشة ينزف القلم من أناملها حدادا على روحه الطاهرة،،،تذكرت في آخر لحظات حياته أنه كان في غيبوبة،،ودمعة تترقرق من عينه لم أعرف سرها،وموقف ليس بالسهل أن أذكر تفاصيله المؤلمة.!
آلمني كثيرا فراقه،،،لا يستطيع التنفس،ينفض عنه تعب الحياة،،فهي النهاية إذن،واستراح…!
رحمه الله،وسأبقى أعزف ذكراه على أوتار القلب،وأسابق كل مسافات الزمن حتى نلتقي، …؟!