ads980-90 after header
الإشهار 1

من تاريخ طباعة الكتاب العربي بمدينة العرائش

الإشهار 2

العرائش أنفو

من تاريخ طباعة الكتاب العربي بمدينة العرائش

بقلم: أنور الحمدوني

عرفت مدينة العرائش حركة ملحوظة لطباعة الكتب العربية مطلع القرن العشرين، بعد فرض الحماية الإسبانية بشمال المغرب وجنوبه، فقد كانت هذه المدينة من بين المدن التي دخلتها المطبعة في وقت مبكر، إذ تشير المعلومات إلى وجود مطبعة باسم إيبيريا (IBERIA) أسسها القبطان البحري “سيركنطوس”، انطلق العمل بها سنة 1914م بطبع مراسلات إفريقيا، وفي سنة 1940 أسس لويس كريماديس مطبعة حملت اسمه بكل من تطوان والعرائش، كما وجدت بهذه المدينة مطبعة أخرى باسم “مطبعة الفنون المصورة بوسكا” كان لها دور بارز في طباعة الكتاب العربي كما سيتبين لاحقا.

ومن بين الأسباب التي تفسر هذه الحركية في طباعة الكتاب العربي إضافة إلى الكتب والصحف الإسبانية، سعي سلطات الحماية الإسبانية
مثل نظيرتها الفرنسية بوسط المغرب، إلى التعرف بطريقة “علمية” مدروسة على ماضي البلاد وتراثها ونظامها الثقافي، بغرض إحكام سيطرتها ودوام هيمنتها، فأنشأت لذلك مجموعة آليات تحت عهدة المستشرقين الأجانب لتحقيق تلك الأغراض.

وهكذا أنشأ الفرنسيون “معهد الأبحاث العليا المغربية” بالرباط، وهو الذي أصبح بعد الاستقلال كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس، كما أنشأوا عددا من المجلات منها: الوثائق المغربية، والوثائق البربرية، وهيسبيريس للدراسات المغربية باللغة الفرنسية.

أما الإسبان، فلم يكونوا اقا شأنا من غيرهم في دراسة المجتمع المغربي والتعرف عليه سواء قبل الحماية أو بعدها، فمن الأبحاث الأولى التي أنجزها المستسرقون الإسبان نجد العمل الذي قام به سانطون ألاركون (1880-1932) تحت عنوان: “النصوص العربية والأعجمية المكتوبة بلغة العامة في مدينة العرائش” ونشر بمدريد سنة 1913م. وبعدما فرضوا حمايتهم على شمال المغرب، قاموا بإنشاء مؤسسة بمدينة طنجة باسم “معهد الجنرال فرانكو للأبحاث العربية الإسبانية”. قام هذا المعهد بنشر عدد من الكتب الأدبية والتاريخية يناهز عددها المئة، اهتمت عموما بتراث المغرب والأندلس، وجلبوا لهذا الغرض الكاتب والباحث اللبناني المعروف ألفريد البستاني (1910-1969) الذي أوكلت إليه مهمة رئاسة القسم العربي في معهد الجنرال فرانكو، للإشراف على تحقيق ونشر مجموعة من الكتب والمخطوطات. وقد أمكننا التعرف على عناوين بعض الكتب التي نشرتها هذه المؤسسة وتمت طباعتها بمدينةالعرائش، ولا تزال نسخ منها محفوظة في المكتبة العامة البلدية بمدينة العرائش. ندرجها في هذه اللائحة:

– كتاب “الكليات في الطب” لابن رشد.
نشرته مصورا عن المخطوط الأصلي لجنة الأبحاث العربية الإسبانية بمعهد الجنرال فرنكو،
مكان وتاريخ النشر: العرائش 1939، وتوجد نسخة منه بالمكتبة البلدية لمدينة العرائش.

– “رحلة الوزير في افتكاك الأسير”، لمؤلفها : محمد بن عبد الوهاب الغساني الأندلسي ثم الفاسي، المتوفى عام 1119 ه الموافق 1708م.
كتبها عن رحلته إلى إسبانيا، سفيرا للسلطان مولاي إسماعيل إلى كارلوس الثاني عام 1102ه -1691م.
طبع هذا الكتاب بالعرائش سنة 1940 من منشورات مؤسسة فرنكو المذكورة.

– “خطابان خطيران”
للكاتبين: خوان بيكبدر وأمين الريحاني.
الناشر: معهد الجنرال فرنكو للأبحاث العربية الإسبانية، العرائش، 1940.

– كتاب “نتيجة الاجتهاد في المهادنة و الجهاد”
لمؤلفه ، احمد بن المهدي الغزال، -1777 او 1778.
الناشر: مؤسسة الجنرال فرنكو للأبحاث العربية-الإسبانية، العرائش 1941.

– كتاب “مساند الأئمة” لسلطان المغرب سيدي محمد بن عبد الله (1204ه-1790م)
واسمه الكتمل: “طبق الأرطاب فيما اقتطفناه من مساند الأئمة وكتب مشاهير المالكية والإمام الحطاب” كتبه السلطان سيدي محمد بن عبد الله العلوي في أبواب العقيدة والعبادات ليكون كالمنهاج الدراسي لشيوخ العلم وطلبته.
نشرته المؤسسة المذكورة بتحقيق ألفريد البستاني، وطبع بمطبعة الفنون المصورة بوسكا بالعرائش عام 1941.
وتوجد نسخة من الكتاب بالمكتبة البلدية بالعرائش، علما ان وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية أعادت طبعه بتحقيق جديد سنة 1999م.

– المنتخب من شعر ابن زاكور
لمؤلفه عبد الله كنون، (1908- 1989)
وهو مجموع قصائد مختارة للشاعر الأديب محمد بن قاسم ابن زاكور الفاسي، (ت.1120ه -1708م).
الناشر: مطبعة الفنون المصورة، بوسكا،
مكان وتاريخ النشر: العرائش 1941.

– نبذة العصر، في أخبار ملوك نبي نصر، أو تسليم غرناطة ونزوح الأندلسيين إلى المغرب
وهو كتاب استخرجه ألفريد البستاني من مخطوطتين إحداهما عثر عليها بمدشر الصخرة من قبيلة بني جرفط والثانية بتطوان.

طبع الكتاب بالعرائش سنة 1940 ضمن منشورات مؤسسة فرانكو، مع ترجمة إلى الإسبانية قام بها المستعرب كارلوس كيروس.
وقد اطلعني صديقي الباحث الأستاذ عبد الحميد البريري على نسخة من الكتاب في ملكيته.

هذه اسماء بعض من الكتب التي طبعتها بمدينة العرائش مؤسسة فرنكو للأبحاث العربية-الإسبانية، وجدير بالذكر ان للمؤسسة إصدارات أخرى طبعت خارج العرائش، منها: حفريات ثمودة- مذكرة ملخصة عن نتيجة أعمال الحفريات التي اجريت في خرائب ثمودة سنة 1940.ومنهاج الطالب لتعديل الكواكب لابن البناء المراكشي، وكتاب الأبحاث السامية في المحاكم الإسلامية للفقيه محمد المرير، والرحلة المكية 1355-1356 هـ (1937 م) للعلامة أحمد الرهوني.
وبعد حصول المغرب على استقلاله، تراجعت حركة طباعة الكتب العربية بالعرائش بانتقال الريادة إلى المركز (الرباط- الدار البيضاء) وانعدام التمويل اللازم لانتعاش هذه الحركية، غير أنه يمكننا مع ذلك تسجيل طباعة بعض الكتب بالجهود الفردية لأصحابها، ومن ضمن هذه الكتب نذكر:
– محمد الفشتالي: الموريسكيون ، مطبعة كريماديس، العرائش، 1975.
– دواوين شعرية للشاعر المرحوم حسن الطريبق وهي:
وادي المخازن(مسرحية شعرية) مطبعة كريماديس، العرائش، 1958.
– تأملات في تيه الوحدة، مطبعة كريماديس، العرائش، 1972.
– مأساة المعتمد، مطبعة كريماديس، العرائش، 1972.
– ما بعد التيه، مطبعة كريماديس، العرائش ، 1974.
وهناك أيضا دواوين شعرية اخرى:
– عبد المولى الزياتي: دمعة الحب والحنان، مطبعة العرائش، 1972.
– حسن بوشو: أنات جريحة مطبعة كريماديس، العرائش، 1973.
– أحمد أبو عقيل: ديوان الأصالة، مطبعة العرائش، 1984.

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5