مغاربة العالم ضحايا شبكات النصب والاحتيال

العرائش أنفو
مغاربة العالم ضحايا شبكات النصب والاحتيال
خالد برواين
في السنوات الأخيرة، شهد المغرب انتشارًا واسعًا لعمليات النصب والاحتيال التي تستهدف مغاربة العالم، خصوصًا من خلال ما يُعرف بـ “هرم بونزي”. هذه العمليات التي تعد بالكثير من الأرباح السريعة والساحقة، تستغل طمع وغفلة الضحايا، وتجذبهم بوعد بتحقيق أرباح غير واقعية في وقت قصير.
آلية الاحتيال بـ “هرم بونزي”:”هرم بونزي” هو نوع من الاحتيال يعتمد على جذب مستثمرين جدد لدفع أرباح للمستثمرين الأقدم. يتم إقناع الضحايا بإيداع أموالهم في مشاريع مزعومة تقدم عوائد عالية جدًا. لكن الحقيقة هي أن هذه العوائد ليست نتيجة استثمار فعلي، بل هي ببساطة أموال المستثمرين الجدد. وهكذا، يتم الحفاظ على الوهم طالما استمر تدفق الاستثمارات الجديدة. لكن عندما يتوقف هذا التدفق، ينهار الهرم ويخسر الضحايا أموالهم.
حالات من مدينة طنجة وأݣادير:في مدينة طنجة، وقع العديد من المغاربة العائدين من الخارج ضحية لهذه العمليات. قامت إحدى الشركات الوهمية بجذب عشرات الأشخاص عبر عروض مغرية للاستثمار في مشاريع سياحية وفندقية وهمية. العديد من هؤلاء الأشخاص فقدوا مدخرات سنوات من العمل في الخارج. ورغم تقديم شكاوى للسلطات المحلية، إلا أن استرجاع الأموال كان شبه مستحيل.
وفي مدينة أݣادير، حدثت عملية احتيال مشابهة، حيث تم إغراء الضحايا بالاستثمار في عقارات فاخرة وأراضٍ بآفاق نمو مذهلة. ولكن مع مرور الوقت، اتضح أن هذه المشاريع غير موجودة أصلاً، وأن الأموال التي استثمرها الضحايا قد تم تحويلها لحسابات خارج البلاد. في بعض الحالات، تجاوزت الخسائر ملايين الدراهم، ما أدى إلى أزمات مالية خطيرة للعائلات المعنية.
العبر والتوصيات:رغم أن هذا النوع من الاحتيال ليس جديدًا، إلا أن الكثير من مغاربة العالم ما زالوا يقعون في فخاخ مثل هذه العمليات بسبب الإغراء الكبير بالعوائد المرتفعة والسريعة. ومن الضروري أن يتعلم الضحايا المحتملون من تجارب الآخرين، وأن يتحققوا بدقة من أي عرض استثماري يبدو جيدًا لدرجة يصعب تصديقها.
كما يجب أن تكون هناك جهود توعية مكثفة من قبل السلطات والمنظمات غير الحكومية لتحذير المواطنين من هذه المخاطر، وتوجيههم نحو القنوات الاستثمارية المشروعة والمعروفة. وبالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز الإطار القانوني لمحاربة مثل هذه العمليات الاحتيالية وضمان محاسبة المتورطين فيها بشكل صارم.
في الختام، يمثل هرم بونزي واحدًا من أساليب الاحتيال الأكثر شيوعًا التي تستهدف المغاربة، سواء داخل البلاد أو خارجها. والتوعية بمخاطره، والاستفادة من تجارب الآخرين، هما السبيلان الأساسيان لتجنب الوقوع في فخه.