ads980-90 after header
الإشهار 1

تجربة على حافة الموت: درس في الصداقة والإنسان أولًا

الإشهار 2

تجربة على حافة الموت: درس في الصداقة والإنسان أولًا

العرائش أنفو

أمين أحرشيون

مرّ أسبوع كامل على لحظة يمكن القول إنها كانت فاصلة بين الحياة والموت. لم يفصلني عنها سوى دقيقة واحدة، وربما أقل، لكنها كانت كافية لأن أشعر وكأنني غادرت هذه الدنيا وعدت إليها من جديد.

ليست قصة عادية، بل تجربة استثنائية، من أصعب ما عشت وأغرب ما يمكن استحضاره.

يوم الأحد 7 من آخر شهر في سنة 2025، كنت في غرفتي أشاهد إحدى سلاسل Netflix، تلك الأعمال التي كثيرًا ما تكون مستوحاة من الواقع… دون أن أدري أن الواقع كان يكتب فصلاً جديدًا من حياتي.

طرق أحدهم الباب.
كان عبدو، صديق مغربي من مدينة القنيطرة، أعتبره أخًا أكبر بحكم السن وتجارب الحياة. جاء يحمل “الحريرة” ساخنة، برائحة مغربية أصيلة.

ابتسمت، ونهضت من مكاني، دخلت المطبخ وأمسكت بالطاس.
وقبل أن أُكمل جملتي، أحسست بدوار شديد… وسقطت أرضًا.

انقطع كل شيء.
لا نفس، لا حركة، لا إحساس بالزمن.
سمعت صوتًا بعيدًا، كأنه نداء، دون أن أستطيع تمييزه.

وفجأة، استيقظت.
ألم شديد في الرأس، تشويش في الرؤية، كل شيء أراه مزدوجًا.
كان عبدو أمامي، شاحب الوجه، يرتجف، يردد:
“الحمد لله على سلامتك خاي أمين… خوفتيني.”

بدأت أستعيد وعيي شيئًا فشيئًا.
رأيت دماء على الأرض، وأحسست بها تسيل من رأسي.

روى عبدو ما حدث ويداه ترتجفان:
“ابتلعت لسانك… عيناك تغيّرت… ظننت أنك رحلت.”

حضر صديق آخر من الحسيمة، وتم نقلي بسرعة إلى أقرب مستشفى بالمدينة المتواجد فيها .

منذ لحظة دخولي قسم المستعجلات، شعرت بشيء نادر:
إنسان يعالج إنسانًا… بلا أسئلة إضافية.

تم إدخالي فورًا، ووضعت الأجهزة الطبية، ثم خضعت لفحوصات دقيقة:
تصوير الرأس (TAC) ثم سكانير.

دخلت المستشفى حوالي منتصف الليل، ولم أغادره إلا عند الثالثة بعد الزوال.

ليست هذه المرة الأولى التي أكون فيها مدينًا للنظام الصحي الإسباني.
فمنذ سنة 2004، ترك هذا البلد بصمة إنسانية في حياتي، وها هو اليوم يفعلها مرة أخرى.

ما حدث جعلني أتوقف كثيرًا عند معنى الصداقة.
حين يمنحك الله أصدقاء حقيقيين، فاعلم أن في الأمر محبة صادقة.

في اليوم التالي، توالت الاتصالات والرسائل للاطمئنان.
صديق مغربي يهودي، ابن هذا الوطن، لم يترك يومًا يمر دون سؤال.
يريد معرفة كل التفاصيل، حتى التقرير الطبي، فقط ليطمئن.

جلست مع نفسي أتساءل:
هذا هو الأثر الذي نتركه في هذه الحياة.

تجربة شخصية عشتها مع:

صديق مغربي لا يؤمن بالدين

طاقم طبي إسباني

وصديق مغربي يهودي

اجتمعوا كلهم على شيء واحد: الإنسانية.

الإنسانية التي لا تسأل عن العقيدة، ولا عن الأصل، ولا عن الهوية.
الإنسانية التي تُقاس بالفعل، لا بالشعارات.

هذه ليست دعوة للنقاش، بل شهادة من قلب التجربة.
درس من دروس الحياة… لمن أراد أن يتعلم

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5