جيل زد.. حين تكلم الوطن من فم

العرائش أنفو
جيل زد.. حين تكلم الوطن من فم
سعيد ودغيري حسني
مواطن أنا. ملكي أنا. موحد بالله أنا. الكرامة شعاري أنا. يا وطني جيل زد منه أنا. لا أحمل سوى الحلم في صدري ولا أملك إلا الإيمان بوجه الغد. أريد الصحة التي تصون الجسد. أريد التعليم الذي ينير العقل. أريد العدالة التي تفتح الأبواب أمام الجميع. أريد أن أعيش في وطن لا يُهمش فيه الطموح ولا يُسكت فيه الصادق ولا تُؤجل فيه الأحلام.
ملكي فوق ما تظنون. لأنني أراه القائد الذي اختار الإصلاح طريقاً لا شعاراً. لأنه ربط مصير الشباب بمستقبل البلاد. لأنه أراد دولة الحقوق لا دولة الشعارات. ولأن حبه للوطن يشبه حبنا نحن ولكن على مقياس التاريخ.
نزلت الشارع أنا. لا لأكسر ولا لأصرخ. بل لأقول إن جيل زد ليس نسخة مكررة من الأمس. هو جيل واع متصل بالعالم لكنه مخلص لجذوره. لا يريد أن يهدم بل يريد أن يُصلح. لا يريد أن يغيب بل يريد أن يُشارك. سلمي النية أنا. ومطالبي بسيطة ولكنها جوهرية. لأن الكرامة لا تُقاس بالترف بل بالعدالة. لأن الوطن لا يُبنى بالصوت العالي بل بالفعل الصادق.
أنا ضد التخريب والمخربين. لأنهم يسرقون منّا الحلم قبل أن يسرقوا الأرصفة. لأنهم يشوهون وجه الوطن بأفعال لا تشبهه. لأنهم لا يعرفون أن الوطن بيت ومن يخرب بيته لا يستحق سقفه.
جيل زد اليوم أمام امتحان الوعي. امتحان المواطنة. امتحان المسؤولية. لا يكفي أن ننتقد بل يجب أن نشارك. لا يكفي أن نحلم بل يجب أن نُصوت. لأن الكلمة التي تُقال في صندوق الاقتراع تبقى أصدق من ألف منشور على وسائل التواصل.
يا جيل زد قم سجل اسمك في ضوء النهار. لا تنتظر أن يأتي من يقرر عنك. أنت من يقرر. أنت من يختار. فالوطن لا ينتظر المتفرجين بل يسير بخطى من يمشون نحوه. اذهب إلى مكاتب التسجيل. احمل بطاقتك. اكتب اسمك على لائحة المستقبل. فإن لم تفعل سيكتب غيرك مصيرك.
جيل زد ليس جيلاً ضائعاً كما يظن البعض بل هو جيل الحقيقة. جيل التكنولوجيا والعزيمة. جيل يعرف العالم كما لم يعرفه أحد من قبل. لكنه أيضاً جيل القيم والغيرة والوفاء.
وإن تنزيل المجلس الوطني للشباب لم يعد مجرد فكرة عابرة في الدستور بل صار ضرورة وطنية. إنه المنبر الذي سيجمع طاقات الشباب ويمنحها صوتاً مؤسساتياً. هو الجسر بين القرار والميدان بين الدولة والمواطن بين الحلم والتنفيذ. لا معنى لأي إصلاح دون أن يكون الشباب في صلبه لا في هامشه.
يا صانعي القرار لا تتركوا هذا المجلس حبراً على الورق. أنزلوه إلى أرض الواقع لأن في الانتظار تضيع الفرص وتخبو الحماسة. ولأن جيلاً كاملاً يطرق الأبواب فلا تتركوها مغلقة.
أيها الشباب أنتم لستم جيلاً من الحروف بل من المواقف. لا تقولوا ماذا سيفعل صوتي لأن كل صوت هو لبنة في بناء الديمقراطية. لأن من لا يصوت لا يحق له أن يشكو. ولأن المستقبل لا يُمنح بل يُنتزع بالمشاركة.
جيل زد هو الامتداد الطبيعي لجيل المقاومة الذي حمل السلاح وجيل البناء الذي شيد الطرق والمدارس وجيل الإصلاح الذي قاوم الفساد بالوعي. واليوم جاء دوركم أن تكونوا جيل المشاركة. فالوطن لا ينهض بغيركم ولا يستمر بدونكم.
مواطن أنا. ملكي أنا. موحد بالله أنا. أرفض الفوضى وأدعو إلى العقل. أرفض الكراهية وأؤمن بالمحبة. أرفض العدمية وأؤمن بالجدوى. أكتب باسم الأمل وأحلم باسم الوطن.
يا وطني ما زال فينا الخير. ما زال فينا الأمل. ما زال فينا شباب إذا ناداهم الوطن أجابوا لبيك يا مغرب.
نداء إلى الشباب
سجل اسمك قبل أن يسبقك الغياب
صوتك وطن
وصندوق الاقتراع ساحة النبلاء
انهض ولا تؤجل حلمك
شارك ولا تخف من الطريق
كل خطوة نحو التسجيل وعد بالكرامة
وكل صوت في الصندوق بناء في الجدار
من لا يصوت يترك غيره يرسم الغد
ومن يسجل اسمه يكتب سطراً في تاريخ البلاد
جيل زد هذا زمنك
فكن أنت الحاضر لا الظل
وكن أنت البداية لا الانتظار
فالوطن يناديك الآن فقل له أنا هنا