المهاجر المغربي… يشاهد الأحزاب وهي تغرق المغرب في فوضى سياسية مقصودة

المهاجر المغربي… يشاهد الأحزاب وهي تغرق المغرب في فوضى سياسية مقصودة
أمين أحرشيون
لم يعد المهاجر المغربي يفهم ما يجري في وطنه. فالمشهد السياسي اليوم لا يشبه دولة تحترم تاريخها ولا طموحات شعبها، بل يشبه حلبة صراع بين أحزاب بلا رؤية، وبلا مشروع، وبلا أدنى إحساس بالمسؤولية. أحزاب تحارب من أجل المناصب، وتتنازع على الريع السياسي، وتترك الوطن يواجه وحده تحدياته الكبرى.
المغربي الذي غادر وطنه لم يبتعد عنه، لكنه يشاهد من بعيد انهياراً بطيئاً للثقة، وارتباكاً عاماً، وسياسة تائهة لا تعرف أين تبدأ ولا أين تنتهي. ما يراه ليس منافسة ديمقراطية، بل فوضى منظمة تُدار بذكاء سلبي يجعل المواطن—داخل الوطن وخارجه—يدفع الثمن.
هذه الأحزاب لم تعد تمثل أحداً.
لا تمثل الشباب.
لا تمثل الطبقات المتضررة.
لا تمثل تطلعات المغاربة.
هي اليوم مجرد هياكل فارغة، تجمعها المصالح وتفرقها المصالح.
وفوق كل ذلك، نجد قيادات سياسية تتصرف وكأن المغرب ملكية خاصة، تنسج تحالفات باردة، وتطلق وعوداً فارغة، وتختفي حين يحتاجها المواطن، ثم تعود فقط عند موسم الانتخابات.
المؤلم أن كل هذا يحدث بينما الملك يقود معركة الإصلاح وحيداً، في مواجهة لوبيات لم تعد تخجل من إظهار قوتها، ووسط أحزاب فقدت الشجاعة والصدق والقدرة على التفكير.
ولذلك يسأل المهاجر المغربي اليوم بصوت عالٍ:
إلى متى تُترَك البلاد رهينة لأحزاب عاجزة؟
إلى متى يبقى مستقبل المغرب بيد من لا يملك حتى القدرة على فهم هموم الناس؟
ومن سيوقف هذا العبث السياسي قبل أن يصبح ثمنه باهظاً على الجميع؟
