حان الوقت لإعادة النظر في الأحزاب السياسية وفي القوانين التي تنظمها

حان الوقت لإعادة النظر في الأحزاب السياسية، وفي القوانين التي تنظمها. بقلم شفيقة البركي
العرائش أنفو
بقلم: الأستادة شفيقة البركي.
لقد استُهلكت الشعارات، وتآكل الخطاب، وتحوّلت الساحة الحزبية إلى مسرح للولاءات والمصالح أكثر مما هي فضاء للأفكار والمبادئ. أحزاب ولِدت من رحم الطموح الوطني، لكنها مع مرور الزمن فقدت بوصلتها، واكتفت بترديد خطابات خشبية لا تُقنع أحداً، ولا تُلهم جيلاً جديداً يبحث عن المعنى والكرامة والمصداقية.
لقد صار المواطن يرى السياسة مرادفة للخذلان، والانتخابات لحظة عابرة لا تغيّر شيئاً، لأن الوجوه تتبدل بينما العقليات تبقى كما هي. القوانين المنظمة للحياة الحزبية أصبحت درعاً يحمي الرداءة بدل أن يكون أداة لتجديد النخب وضمان التنافس الشريف.
آن الأوان لزلزالٍ سياسي هادئ، يُعيد ترتيب المشهد من أساسه. نحتاج إلى قوانين تفرز الصادقين لا الوصوليين، إلى أحزاب تصنع الأمل لا المناصب، وإلى وجوه تعرف معنى المسؤولية لا معنى الامتياز.
فالوطن لا يُبنى بالشعارات، بل بإرادة صادقة تُترجم على أرض الواقع، وبحياة سياسية تُعيد للمواطن ثقته في أن صوته يمكن أن يُغيّر، لا أن يُستغل.
