أسعار تذاكر السفر ومغاربة العالم: معاناة مستمرة رغم الوعود

العرائش أنفو
أسعار تذاكر السفر ومغاربة العالم: معاناة مستمرة رغم الوعود
خالد برواين
تظل قضية أسعار تذاكر السفر من أبرز التحديات التي تواجه مغاربة العالم، خاصة خلال العطل وفصل الصيف، حيث ترتفع الأسعار إلى مستويات خيالية لا يستطيع كثيرون تحملها. في هذا السياق، تُطرح تساؤلات حول غياب إرادة حقيقية لمعالجة هذه الإشكالية التي تؤثر على حق الجالية في التواصل مع وطنها الأم.
أسعار خيالية في فصل الصيف والعطل
مع حلول العطل الصيفية، تشهد أسعار التذاكر ارتفاعاً غير مبرر، حيث يستغل الطلب الكبير من قبل الجالية المغربية لزيارة الأهل والوطن. هذا الاستغلال الممنهج، خاصة من قبل الخطوط الملكية المغربية، يجعل السفر إلى المغرب حلمًا بعيد المنال للكثيرين. هناك عائلات تضطر لتأجيل زياراتها بسبب التكاليف الباهظة التي تفوق أحياناً إمكانياتها.
تدخل الملك محمد السادس في أزمة كورونا
تجربة أزمة كورونا كانت مثالاً يُحتذى به عندما تدخل الملك محمد السادس نصره الله لخفض أسعار التذاكر بشكل كبير، مما جعلها في حدود 150 يورو للتذكرة، وهو ما منح الجالية الفرصة للعودة إلى الوطن رغم الظروف الاستثنائية. كان هذا التدخل خطوة إنسانية تعكس حرص جلالته على مصالح المغاربة المقيمين بالخارج. لكن مع انتهاء الأزمة، عادت الأسعار إلى ارتفاعها الجنوني، وكأن الدرس لم يتم استيعابه من قبل شركات الطيران.
تأثير الغلاء على ارتباط الجالية بالوطن
أسعار التذاكر المرتفعة لا تمثل فقط عبئاً مالياً، بل لها تأثير نفسي واجتماعي كبير على الجالية المغربية. فالعديد من الأسر تجد صعوبة في زيارة أقاربها أو المشاركة في المناسبات العائلية الهامة بسبب تكاليف السفر المرتفعة. وهذا يؤثر على ارتباطهم بالوطن، ويزيد من شعورهم بالعزلة والابتعاد.
الحلول المطلوبة
من أجل وضع حد لهذه المعاناة، يتعين اتخاذ إجراءات عملية تشمل:
1.تحديد سقف لأسعار التذاكر خلال المواسم السياحية لضمان عدالة الأسعار.
2. تعزيز المنافسة من خلال دعم شركات الطيران منخفضة التكلفة لتشجيع التنوع في الخيارات.
3. إعادة تجربة التدخل الملكي كتوجه دائم لتوفير تذاكر بأسعار معقولة.
4. تحسين خدمات النقل البحري كبديل اقتصادي للأسر ذات الدخل المحدود.
الخاتمة
إن استمرار ارتفاع أسعار التذاكر، خاصة خلال فصل الصيف والعطل، يعكس غياب رؤية واضحة لمعالجة هذا الملف الحساس. ورغم الوعود، تبقى الجالية المغربية تنتظر إجراءات ملموسة تنهي معاناتها وتُعيد لها حقها في التواصل مع وطنها دون استغلال مادي. المطلوب الآن هو تدخل حكومي عاجل، على غرار ما قام به الملك محمد السادس خلال أزمة كورونا، لضمان تحقيق العدالة وحماية حق الجالية في السفر إلى وطنها الأم.