ads980-90 after header
الإشهار 1

على هامش التحضير للمؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

الإشهار 2

على هامش التحضير للمؤتمر الوطني الثاني عشر للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

العرائش أنفو

محمد إنفي

يعقد الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مؤتمره الوطني الثاني عشر خلال شهر أكتوبر المقبل. وقبل انعقاد هذا المؤتمر، لا بد من التحضير المادي والأدبي لتوفير الشروط الضرورية لنجاح هذا الحدث الكبير الذي يكتسي أهمية سياسية وتنظيمية وتعبوية وحتى تأطيرية وتكوينية. لكن، منذ الإعلان عن الشروع في هذا التحضير، طفت إلى السطح، وكالعادة، حملة تهدف إلى التشويش على مجريات التحضير ومساراته التعبوية والتنظيمية؛ وذلك باللجوء، من جهة، إلى النعيق والنواح على تاريخ الحزب والبكاء على حالته “الصحية” الحالية؛ ومن جهة أخرى، باختلاق الإشاعات المغرضة وترويجها بهدف النيل من الحزب ومؤسساته. ويقف وراء هذه الحملة عناصر من داخل الحزب وأخرى من خارجه.
تشويش العناصر الخارجية مفهوم، ويمكن أن نجد له ما يبرره، عندما يتعلق الأمر بظروف سياسية تحتدم فيها المنافسة الحزبية وتنعدم فيها الأخلاق السياسية، كما يحصل خلال الاستحقاقات الانتخابية. وفي سياقنا الحالي المتسم بالتحضير للاستحقاقات المقبلة، يمكن لخصوم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وما أكثرهم، أن يجدوا فيه مناسبة سانحة لمحاولة النيل من صورته وتشويه تاريخه الذي يشكل لهم غصة في الحلق وعقدة نفسية مزمنة؛ وذلك لأسباب تاريخية وفكرية وإيديولوجية. وهذا ما يقسر تحول الخصومة السياسية إلى عداوة لدرجة أن البعض منهم يريد محو تاريخ هذا الحزب أو على الأقل، استهداف هذا القائد أو ذاك من القادة التاريخيين، في شرفهم ونضاليتهم ومصداقيتهم.
ومنذ المؤتمر الوطني التاسع لهذا الحزب العتيد، والذي كان علامة فارقة في تاريخ الحياة الحزبية بالمغرب، سواء من حيث الإبداع في أسلوب التحضير والإنجاز والتنظيم، أو في طريقة انتخاب الكاتب الأول: لقد تم اللجوء إلى دورين؛ دور أول يحدد، من بين المرشحين الأربعة، مرشحين اثنين للدور الثاني، الذي سيحسم في من يتولى مهمة الكاتب الأول؛ وهي طريقة ديمقراطية بامتياز شكلت استثناء اتحاديا وسابقة سياسية، ظهر على إثرها نفر من السياسيين والإعلاميين الذين استلوا سيوفهم وصوبوا سهامهم صوب الكاتب الأول الجديد، الأستاذ إدريس لشكر، ولم يُغمدوها إلى اليوم.
لكن ما هو مثير للاستغراب ومثير حتى للشفقة، أحيانا، هو أن نجد بعضا من أبناء هذا الحزب، بعد أن غادروا سفينته، إما بسبب انتهاء صلاحيتهم وفقدانهم لامتيازاتهم المادية والمعنوية، وإما لفشلهم في الوصول إلى أهدافهم الشخصية المحضة، نجدهم ينخرطون في الدور الهدام الذي يروم إضعاف الحزب وتقويضه من الداخل. ويا ليت هؤلاء غادروا السفينة الاتحادية في صمت – على غرار العديد من الاتحاديات والاتحاديين القدامى الذين ظلوا أوفياء لحزبهم ولتاريخهم الشخصي وللمدرسة الاتحادية وأخلاقها، فظلوا محترمين ويحظون بتقدير الجميع- ولم يقفزوا منها متعمدين إحداث الضجيج وزاعمين أن السفينة تغرق؛ بينما، في الواقع، هم من يغرقون، وهم يرونها تمخر العباب في اتجاه لا يخدم مصالحهم الشخصية. وليس هذا فقط؛ فقد انظموا، بوعي أو بدونه، إلى صفوف أعداء الاتحاد، وأصبحوا، هم أنفسهم، معاول للهدم والتدمير، معتقدين أن بهذه الطريقة سيؤثرون على السير العادي للحزب وأن سفينته لن تبحر بدونهم في الاتجاه الصحيح ولن تصل إلى بر الأمان، ناسين أو متناسين أن في الاتحاد ربابنة كثر لا يعدمون لا الخبرة ولا الكفاءة.
وتجدر الإشارة إلى أن مسألة التشويش على المحطات التنظيمية والسياسية ليست طارئة على الاتحاد الاشتراكي. وإذا اكتفينا بالمرحلة الممتدة من يناير 1975، تاريخ انعقاد المؤتمر الاستثنائي، إلى المرحلة الحالية التي تتميز بالتحضير للمؤتمر الوطني الثاني عشر، فإننا سندرك أن هذه الظاهرة (التشويش على المحطات) أصبحت جزءا لا يتجزأ من تاريخ هذا الحزب. وقد مثل المؤتمر الاستثنائي نقطة تحول كبيرة في تاريخ الحزب؛ فبدل الخيار الثوري والعمل السري والنضال المسلح، اعتمد خيار النضال الديمقراطي.
غير مفهوم وما هو، في نفس الوقت، مقرف ومخز، هو أن ينبري بالعمل القذر المتمثل في استعمال مختلف للنيل من حزبهم ومن مؤسساته. ركوب موجة الهجوم على وهؤلاء المشوشون لا يبالون بالنشاط التنظيمي المكثف الذي يغطي كل التراب الوطني، والمتمثل في انعقاد المؤتمرات الإقليمية التي تعرف نجاحا كبيرا. وبموازاة ذلك، وصل التحضير المادي والأدبي إلى مداه، حيث صادقت سكرتارية اللجنة التحضيرية، في الأيام الأخيرة، على جميع المقررات والأوراق بالإجماع.
فإن النبش والنهش في الأشخاص، وبالأخص في شخص الكاتب الأول، الأستاذ إدريس لشكر، لا يتوقف ولا يمل من السفاسف والسخافات، وأحيانا
نائحون فإن مدبجي قصائد وخطب الرثاء وصاقلي معاول الهدم الصدئة في حق هذا الحزب العتيد ومحبي حفر القبور وتحرير شواهد الوفاة تخرج من مخازنها لتصقل وتوجه ضد هذا الحزب العتيد الذي له فضل كبير قد بدأ الاتحاديون والاتحاديات الاستعداد لهذا منذ مدة
إذا كانت بلادنا تحترم مواعيد الاستحقاقات الانتخابية، خصوصا بعد دستور 2011، فإن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5