ads980-90 after header
الإشهار 1

عالم كرة القدم وعالم السياسة

الإشهار 2

عالم كرة القدم وعالم السياسة

العرائش أنفو

سعيد ودغيري حسني

سالوني عن عالم كرة القدم فقلت لهم هو مسرح الأحلام الكبير حيث تتحرك الأرواح كما تتحرك الرياح بين الأشجار والعشب الأخضر ينبض بالحياة والكرة ككرة ضوء تسافر بين الأقدام والأعين تتسابق خلفها واللاعبون يصبحون شعراء بلا أقلام وملحميين بلا تاريخ مكتوب إلا في ذاكرة الجماهير التي تترقب وتصفق وتصرخ والصفارات تعلن بداية الحروب الصغيرة والنهايات الحلوة والمرّة والبطولات كالحكايات التي تنتقل من جيل إلى جيل وكل تمريرة وكل تسديدة وكل احتكاك يحمل رسالة عن الصبر والإصرار والتضحية والانتصار وكل لحظة هناك تصبح حكاية تُروى في ذاكرة من يراقبون ويحبون ويشاهدون

سالوني عن عالم السياسة فقلت لهم هو مسرح أقسى وأكثر دهاءً هو لعبة بلا أقدام تتحرك فيها الكلمات كما تتحرك الكرات في المباراة هو حيث تتقاطع المصالح مع المبادئ والأحلام مع الخوف والطموح مع الواقع والوعود تتحول إلى سهام والكلمات إلى أسلحة والحكام يشبهون القضاة والحكماء والطيارين في آن واحد يراقبون التحركات ويخططون ويغيرون المواقع حسب اتجاه الرياح والخصوم هناك مثل لاعبين يختفون ويعودون أقوى أو أدهى والجماهير تترقب بلا كلل ولا ملل كل تصريح وكل قرار وكل لحظة تصبح هدفًا أو خطأ أو انتصارًا أو خيبة وكل لحظة في هذا العالم تصبح بطاقة في دفتر التاريخ المفتوح بلا ختم ولا حدود

وفي كرة القدم كما في السياسة هناك الانتصارات والهزائم هناك صعود الأبطال وسقوطهم هناك ضحك الجماهير وبكاؤها هناك الشغف الذي يملأ القلوب والخيبة التي تصنع الحذر والحكمة هناك اللعب الجماعي الذي يعلّم التضحية والإخلاص وهناك المناورات التي تكشف الذكاء والدهاء والفن في إدارة اللحظة والتوقيت والفرصة

وعندما يتقاطع عالم كرة القدم مع عالم السياسة يصبحان لوحة واحدة من الحياة كل لاعب في كرة القدم سياسي في صغره وكل سياسي كان لاعبًا في ملعب الحياة قبل أن يصبح متحدثًا ومراقبًا لكل حركة وكل جماهير كرة القدم تشبه جماهير السياسة كل صرخة وكل هتاف وكل تصفيق يحمل معنى الانتماء والوحدة والشغف والإخلاص وكل تمريرة في كرة القدم تصبح تصريحًا في السياسة وكل تسديدة هدفًا يتحقق في الحياة

الكرة هناك تتحدث كما تتحدث الكلمات في البرلمان والملعب يصبح ساحة اختبار لكل روح والجمهور يصبح مرآة لكل لاعب وسياسي على حد سواء والنجاح والفشل والانتصار والهزيمة يصبحون دروسًا للحاضر والمستقبل وكل لحظة تصبح صورة رمزية عن الإنسان والحياة والحلم والطموح والشغف والدهاء والتضحية

في كرة القدم هناك العشب الأخضر والشمس والليل والنجوم والجماهير التي تملأ المدرجات كما في السياسة هناك الكلمات والتصريحات والصمت والضجيج والحشود التي تراقب وتصفق وتغضب وتفرح هناك لعبة واحدة في جوهرها هي اختبار الإنسان والروح والعقل والفن والشغف وكل لحظة هناك تصبح ملحمة وكل هدف وكل نجاح وكل فشل يصبح درسًا لكل من يأتي بعدنا وكل ضحك وكل دمعة تصبح جزءًا من الشعر الذي لا ينتهي

وفي نهاية المطاف يظل عالم كرة القدم وعالم السياسة قصتين متوازيتين عن الإنسان والحياة والحلم والطموح والانتصار والهزيمة وكل واحد منهما يعلمنا كيف نحب ونحلم ونتأمل ونخوض التجارب ونبني الغد كما نلعب في اللحظة الحالية وفي كل مباراة وفي كل قرار سياسي يبقى السؤال الكبير هو كيف نحول اللعب والسياسة والحياة إلى حلم يمكن أن يتحقق وبسحر لا ينتهي وكل لحظة هناك تصبح نغمة في سمفونية الحياة وكل هدف وكل نجاح وكل فشل وكل كلمة وكل حركة وكل ابتسامة وكل دمعة تصبح جزءًا من الشعر

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5