هل يريد أي إنسان في العالم أن يكون فقيرا؟ بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على الفقر

هل يريد أي إنسان في العالم أن يكون فقيرا؟
بمناسبة اليوم العالمي للقضاء على الفقر

بقلم الحلو عبد العزيز

الإنسان بطبيعته يبحث عن الوصول إلى السعادة، والعيش في رفاهية، ويطمح كل بشر على وجه الأرض أن يكون سيد نفسه يستطيع فعل ما يشاء في أي وقت شاء، أي أن له إرادة واستعداد فطري ليكون غني.
هذا المعطى النفسي الوجودي يصطدم بالواقع، الذي أفرزته سيرورة إنسانية تحكمت بالطبيعة الاجتماعية والتي هي المساواة، بمجموعة من القوانين والأنظمة، نشأت مع البداية الأولى لتكون الجماعة البشرية وتقسيم العمل والادوار، وتطورت مع ظهور الأنظمة الاقتصادية بداية بالمبادلات التجارية وصولا إلى قيمة العمل الرمزية المختزلة في المال، الذي أصبح يتحكم في القدرة الشرائية، هذا التطور أفرز واقع إستغلال الإنسان للإنسان، وأنتج أغلبية فقيرة تعمل بقوة العمل، وأقلية غنية تمتلك وسائل الإنتاج.
واذا أسقطنا نفس السؤال على وطننا المغرب نجد الأرضية أعلاه في مغربنا المعاصر أي ما بعد الاستقلال إلى الآن، تفتقد إلى حلقة سياسية ساهمت بالإضافة إلى العامل الاقتصادي والاجتماعي، في تنامي الفقراء ومحاولة الدولة تغييب مظاهر الفقر الذي يظهر في البنية التحية.

المواطن المغربي الفقير في الغالب توارث الفقر، ولم يكن من أصحاب الحظ الذي يبعثه فانوس صعود السلم الاجتماعي المعطل بالمغرب،
فغياب المساواة هو الذي يجعل الفقر واقعا ونقصد بها المساواة في التعليم والصحة والشغل والثقافة، وتنامي أعطاب الزبونية المحسوبية.
وفي الخلاصة مجتمع مريض على مستوى القيم ومليئ بالاعطاب السياسية هو من يصنع الفقر.

اما الوصفة الطبية التي يعتمدون عليها من أجل إيقاف عداد الفقراء المتزايد هو الإحسان” الدعم المباشر” والتضامن من جهة.
وإتقال المواطن بالضريبة الغير العادلة وغلاء الأسعار ورفع الدعم عن المواد الأساسية.

إذا كانت الأمم المتحدة قد رفعت هدف القضاء على الفقر كهدف أول لأهداف التنمية المستدامة 2030 فإن تفاعل الدول كان فقط منصبا على تلميع الصورة فقط ومحاولة إخفاء مظاهر الفقر.
اما الفقراء فهم نحن الذين نقاوم من أجل الاستمرار على قيد الحياة ونمضي ونبتسم ونرسم السعادة في أطفالنا ونريدهم أن يبتعدوا عن واقع الاستغلال.