ads980-90 after header
الإشهار 1

ماذا يعني اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية ؟

الإشهار 2

ماذا يعني اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية ؟

العرائش أنفو

شهدت الساحة الدبلوماسية مؤخرا حراكا غير مسبوق بخصوص القضية الفلسطينية، وذلك بعد اعتراف العديد من الدول بالدولة الفلسطينية، رغم أن هذه الدولة لا توجد لها أي ملامح على أرض الواقع، ببساطة لأن هذا الاعتراف بقي غير كاملا بحيث كان من المفروض أن يتم مصحوبا بخارطة هذه الدولة مع التأكيد على وضعها الحالي الذي يعني خضوعها للاحتلال، ومع ذلك حتى لا أكون عدمي الرؤية يمكن القول أن هذا الاعتراف يتضمن مكاسب ويحمل دلالات سياسية وقانونية ورمزية عميقة. لكن يجب أن نعترف في البداية انه لم يأتي تكرما من هذه الدول التي لازال بعضها يدعم بشكل أو بآخر الاحتلال الصهيوني إما عسكريا او اقتصاديا أو سياسيا…الخ، وبالتالي فإنه قد يكون مجرد تمويه أو خداع للشارع/الرأي العام الذي تحرك بقوة وفرض على هذه الدول خاصة الأوروبية اللجوء إلى هذا القرار لامتصاص الاحتجاجات والضغوطات المتسارعة هناك، كما أنه جاء بعد سنتين من الصمود الاسطوري للمقاومة المسلحة والشعب الفلسطيني، وتأكد العالم أجمع بأنه يستحيل هزيمة المقاومة الفلسطينية وفرض شروط الاستسلام عليها، لذلك فإن الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون أن تتبعه خطوات عملية تترجم هذا الاعتراف، يبقى دون معنى مما يجعله حبرا على ورق، اذن ما الذي يمكن الاستفادة منه في هذا الاعتراف؟
أستطيع القول أن هذا الاعتراف غير المسبوق في تاريخ القضية رغم انه سبقته اعترافات منذ 1988م، يمكن اختصار نتائجه في ما يلي:
1- على المستوى الدولي
إن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يُعطي دفعة قوية لفكرة أن فلسطين دولة قائمة بذاتها – مع ضرورة تحديد وضعها الحالي ورسم خارطتها- وليست مجرد قضية نزاع، مما يعزز مكانتها في القانون الدولي ويُرسّخ حقها في المطالبة بتقرير المصير.
2- كذلك كلما زاد عدد الدول التي تعترف بفلسطين، زادت الضغوط على الكيان الصهيوني المحتل الذي يرفض الاعتراف بالحقوق السياسية للشعب الفلسطيني، ويتمسك بالاحتلال كواقع يسعى الى تأبيده وتوسيعه لتغيير المعالم الديمغرافية والتاريخية لفلسطين، وبالتالي فإن هذا الاعتراف الدولي على الأقل سيحدّ من قدرته على فرض سرديته المغلوطة على الرأي العام العالمي.
3- كما أن الاعتراف يساعد فلسطين على تعزيز وضعها في الأمم المتحدة، و يسمح لها بالانضمام إلى مؤسسات دولية (مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية) بصفتها “دولة”، مما يمنحها أدوات لمتابعة ومساءلة الكيان المحتل ومجرموه قانونياً، وبالتالي التضييق نوعا ما على تحركاتهم.
4- بالإضافة إلى ذلك يمكن لهذا الاعتراف أن يخلق زخماً معنوياً وسياسياً للفلسطينيين، ويعطي رمزية قوية لنضالهم، خصوصاً إذا جاء من دول كبرى أو تكتلات إقليمية (مثل الاتحاد الأوروبي أو دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا)، رغم أنه لا يمكن أن يحرر الأرض بشكل مباشر، لكن على الأقل يعتبر واجهة دبلوماسية مهمة، وجب استغلالها.
5- على المستوى الداخلي والاقليمي فإن انعكاسات
الاعتراف قد تشجع الفصائل الفلسطينية -خاصة فتح عباس التي تدين المقاومة وتعادي الفصائل المسلحة وترفض الاشتباك مع العدو الصهيوني – على الإسراع في المصالحة الداخلية وترتيب البيت الفلسطيني من جديد، في إطار منظمة التحرير الفلسطينية بنفس جديد خاصة وأن الكيان المحتل سيصعد من ممارسته تجاهها، مما يمكن أن يؤثر في مواقف الدول العربية والإسلامية خاصة المطبعة أو التي هي في طريقها لذلك، وحتى التأثير في الرأي العام العالمي، من خلال تقديم رؤية واحدة موحدة لكافة الفصائل.
وفي الأخير أستطيع القول أن الاعتراف وحده لا يغيّر واقع الاحتلال على الأرض، ولا يوقف الاستيطان أو العدوان والإباداة الجماعية والتوجيع والحصار….، وبالتالي فإنه يحتاج إلى أن يتحول إلى قوة ضغط سياسية واقتصادية وعسكرية ليترجم إلى تغيير فعلي من شأنه أن يسمح برؤية ملامح هذه الدولة الفلسطينية التي يجب أن تكون قادرة على السماح لكل المهجرين خارج فلسطين التاريخية منذ 1948 بالعودة إلى أرضهم وديارهم وحتى الموجودين في المخيمات داخل الضفة الغربية وقطاع غزة.

شفيق العبودي
العرائش 28 شتنبر 2025

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5