ads980-90 after header
الإشهار 1

الجالية المغربية بإسبانيا… بين واقع الديمقراطية وضغط الانتماء

الإشهار 2

الجالية المغربية بإسبانيا… بين واقع الديمقراطية وضغط الانتماء

العرائش أنفو

أمين أحرشيون

يشهد المجتمع الإسباني في السنوات الأخيرة حالة من الانقسام بسبب اختلاف التوجهات السياسية بين الأحزاب، وهو ما خلق شعورًا عامًا بالقلق داخل فئات واسعة من المواطنين. هذا المناخ المتوتر لم يبقَ حبيس المجتمع الإسباني وحده، بل امتدّ تأثيره إلى الجالية المغربية التي أصبحت جزءًا من هذا المشهد المركّب.

ورغم هذا الوضع، اكتسب عدد من أفراد الجالية المغربية جرأة أكبر في التعبير عن واقعهم، وفي التعامل مع تحديات العيش في بلد يؤمن بالديمقراطية ويقبل الاختلاف، رغم تعدد الأفكار وتباين المرجعيات بين مواطنيه.

وتظل السياسة مجالًا عامًا تديره المؤسسات، بينما يبقى الدين شأنًا خصوصيًا داخل كل بيت. وهنا يظهر التمييز بين من يعيش قيم الديمقراطية بصدق، وبين من يخلط بين العقيدة والسياسة ويحاول فرض رؤيته على الآخرين، اعتمادًا على قراءات تاريخية لم تعد صالحة لتنظيم حياة الإنسان المعاصر.

وفي داخل الجالية المغربية نفسها، تظهر بوادر انقسام لا تقلّ حدة. فمجرد طرح أسئلة أو تبنّي أسلوب عيش مختلف قد يجعل الشخص خارج الجماعة، رغم أن جميع أفراد الجالية يستفيدون من الحقوق والكرامة والعدالة الاجتماعية التي يوفرها المجتمع الإسباني.

ومع ذلك، تتقدم بعض مظاهر التشدد بخطى هادئة، حيث يستفيد أصحابها من قيم التعايش والانفتاح، بينما يحملون في داخلهم مواقف رافضة تجاه المختلف عنهم في الفكر أو أسلوب الحياة.

إن الجالية المغربية في إسبانيا تقف اليوم أمام اختبار حقيقي: هل تتبنّى قيم الديمقراطية التي توفر لها الأمن والحقوق والفرص، أم تبقى أسيرة صراعات داخلية تضيع فيها القدرة على الاندماج والإسهام الإيجابي؟
إن العيش المشترك لا يتحقق بالشعارات، بل بالممارسة اليومية واحترام الإنسان لغيره، مهما اختلفت ديانته أو ثقافته. وما دامت الديمقراطية تمنح الجميع فضاءً آمنًا للعيش، فإن مسؤولية أفراد الجالية هي تحويل هذا الفضاء إلى مساحة تعايش حقيقي، لا إلى ساحة خصام أو انغلاق.

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5