ads980-90 after header
الإشهار 1

رسالة الى عبد الإله بنكيران الذي قال لا حاجة لنا بالأدب والفلسفة

الإشهار 2

العرائش أنفو

رسالة الى عبد الإله بنكيران الذي قال لا حاجة لنا بالأدب والفلسفة

أحمد رباص

يشرفني، السيد بنكيران، بحسبانك رئيس أول حكومة تمت هندستها وفق النموذج الإرشادي الذي جاء به دستور 2011 الذي خول لك صلاحيات كثيرة لم تتحل بالشجاعة الكافية لتفعيلها على أرض الواقع.

مناسبة كتابتي هذه الرسالة هو زلة اللسان التي التي انزلقت إليها وأغنيت بها ربرتوار زلاتك المثيرة للغط والتي رسخت بالذاكرة الجماعية للمغاربة خصوصا تلك الزلة التي ذهبت فيهاقبل سنوات إلى أن النساء العاملات يشبهن “الثريات” المنطفئة انطلاقا من رغبتك الدفينة في الإبقاء على تبعية المرأة للرجل وتكريسا للمجتمع الرجولي الذكوري الذي لا يرى مانعا من العودة بالمراة الى عهد الحريم البائد. أما الزلة الأخيرة التي أوقعك فيها مرة أخرى عنادك واستهتارك بمقومات المجتمع الحديث فقد تمثلت في تصريحك على رؤوس الأشهاد بأن لا حاجة لنا بالأدب ولا بالفلسفة (كذا)…

لا شك في أنك اطلعت على بعض ما كتب من مقالات وتدوينات يرد فيها أصحابها على رأيك المخبول الذي خرج بك عن جادة المسؤولية الملقاة على عاتقك بوصفك رئيس حكومة تسهر على مصالح المغاربة جميعا أيا كان مجال اهتمامهم واشتغالكم..لماذا، يا ترى، لم تستحضر عواقب تصريحك على شريحة واسعة من المثقفين والمبدعين والمفكرين الذين يوحدهم الانتماء إلى هذا الوطن وتفرق بينهم الرؤى والقناعات؟ هل أردت أن تثير حفيظتهم ليردوا على ترهاتك وتكون من وراء ذلك المستفيد الأكبر انطلاقا من مبدإ خالف تعرف؟ ما هكذا تورد الإبل يا عبد الإله!!

في الواقع، تصريحك الذي تنفي فيه حاجتنا إلى الأدب بكل فنونه وإلى الفلسفة بكل مذاهبها قدم لي خدمة كنت في أمس الحاجة إليها لأتأكد من فرضية فرضت نفسها علي بخصوص طبيعة تنظيمك السياس. تتلخص تلك الفرضية في كون حزبكم لا يلتفت ولا يأبه لكل ما هو متاح للبشرية من التراث العالمي حسب تعبير مفكرنا الألمعي عبد الله العروي. لم يسبق لي أبدا أن سمعت أحدا من رهطكم يستشهد بقولة لمفكر أو أديب غربي، لا لشيء سوى لأنكم تحكمون على مخالفيكم دينا وفكرا بأنهم كفار. واسمح لي يا بنكيران أن أقول لك إنك بموقفك هذا تساند، من حيث تدري أو لاتدري، زميلك في الحكومة ورفيق دربك في الحزب، وأقصد به لحسن الداودي الذي سبق له أن عبر عن مثل رأيك منحازا لفئة طلبة التقنيات والعلوم على حساب فئة طلبة الآداب والعلوم الانسانيةوالاجتماعية..

السيد بنكيران، لن أختم هذه الرسالة دون الوقوف قليلا عند التبرير الذي سقته لتصريحك المثير للجدل والغضب كليهما..بالطبع، عبرت عن رغبتك الكريهة في إلغاء الأدب والفلسفة بداعي أنهما غير منتجين للثروة..سوف لن أستنجد بالتحليل النفسي لأفسر الباعث النفسي وراء هذا التبرير..بكل بساطة، لقد كنت ضحية مجتمع الاستهلاك الذي تنادي به الليبرالية المتوحشة التي لا تقيم وزنا إلا للماديات وتغرز في النفوس حب المال وتزين لها اللهاث وراء الربح السريع أيا كانت الوسيلة..مسارك المهني وتعاطيك للتجارة والأعمال على هامش مهنتك التعليمية خير شاهد على ما أقول..

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5