ads980-90 after header
الإشهار 1

مؤسسة تعليمية تغرق في مستنقع الفوضى والعشوائية بجماعة العوامرة

الإشهار 2

العرائش أنفو

مؤسسة تعليمية تغرق في مستنقع الفوضى والعشوائية بجماعة العوامرة

تعيش ثانوية علال الفاسي التأهيلية التابعة لجماعة العوامرة بإقليم العرائش حالة من الفوضى العارمة كل خميس، سببها السوق الأسبوعي الذي يحاصر المؤسسة التعليمية من كل الاتجاهات، وضع كارثي يتخبط فيه تلاميذ المؤسسة وكل العاملين بها أمام مرأى ومسمع الجميع ولا حياة لمن تنادي؛ تبدأ رحلة معاناة هؤلاء كل خميس بداية من المدخل المؤدي إلى المؤسسة، حيث يضطر النقل المدرسي إلى إنزال التلميذات والتلاميذ بعيداً عن مدخل المؤسسة، بسبب الزحَّام والفوضى التي تشهدها الطريق المؤدية إلى الثانوية؛ جنبات الطريق مغلقةٌ تماماً “بالفرَّاشات” المنتشرة في كل مكان، وسيارات النقل السري حوَّلت الطريق إلى مرآب مترامي الأطراف، حتى باب المؤسسة لا يسلم من انتشارها العشوائي دون حسيبٍ ولا رقيب، فحيث ما ولَّيتَ وجهك تصادف سيارات مركونة تقطع الطريق على المارة بشكل فوضوي وكأننا في عالم الغاب. الولوج إلى المؤسسة في ظل هذا الوضع أصبح معركة يخوضها التلاميذ وكل العاملين بهذه المؤسسة التربوية بشكل أسبوعي، وخاصة التلميذات والأستاذات اللواتي يجدن أنفسهن عرضة للتحرش من طرف كائنات غريبة تتربص بهن صباح مساء مستغلة الزحام والتدافع والفوضى العارمة. وتستمر المعاناة أكثر عند الدخول إلى المؤسسة مباشرة، فما أن تلج الساحة حتى تستقبلك مكبرات الصوت وقد رفعت أبواقها عنان السماء متخذةً من أسوار المؤسسة رافعةً لها، فيصبح مشهد السوق “كسفَّارةٍ” والثانوية عقيقة تتوسطها. فأي درس سيقدمه الأستاذ؟!! ولمن سيسمع هذا التلميذ المسكين؟ أَلِصوتِ الأستاذ المبحوح أم لبائع العطرية ودواء الفئران والبرغوث أم لطبيب الأعشاب السحري الذي يملك الدواء لكل داء..؟!! والطامة الكبرى أن هذه المهزلة لا تتوقف مع سكون الضجيج وانفراج أزمة الطريق بعد يوم طويل شاق ينتهي بفراغ السوق من مرتاديه، بل يزداد الوضع سوادا مع اليوم الموالي؛ حيث تستقبل الروائح الكريهة المنبعثة من مخلفات السوق (بقايا مذابح الدواجن ومسالخ المجازر ومخلفات الأسماك والخضر والفواكه المتعفنة ودخان المحارق التي لا يحلو لحارقها أن يشعلها إلا تحت نوافذ الأقسام…) القادمين إلى المؤسسة من بعيد وكلما اقتربوا منها أزكمت أنفهم أكثر فأكثر حتى ينتهي بهم المطاف وسط بقعة لا يمكن التفريق بينها وبين مطارح النفايات سوى بالحجرات والسبورة والطاولات، وضع مقزز اشتكى منه أساتذة المؤسسة مراراً وتكراراً، بعدما وصل الأمر إلى تسجيل إغماءات واختناقات في صفوف التلميذات والتلاميذ. فعن أي تعليم نتحدث؟!! وعن أي ظروف اشتغال وتمدرس نتكلم ؟!!

الأطر التربوية بالمؤسسة تسائل الجهات المعنية وكل الأطراف المتدخلة عن الإجراءات والحلول الواقعية الكفيلة بوضع حد لهذا التسيب والعشوائية. وتحملهم المسؤولية في حماية حق بنات وأبناء الشعب في التعليم في ظروف تحفظ لهن/م القليل من الكرامة.

وللإشارة فمشكلة السوق كانت موضوع مراسلات وجهت باسم الأطر التربوية للمؤسسة للجهات المعنية منذ العام الماضي، وبعدها جسدت وقفات تنديدية واستنكارية، لكن التفاعل معها كان خافتا محصورا في محاولات معزولة للسلطة المحلية التي تحضر أحيانا وتغيب أحايين كثيرة. ونفس السيناريو يتكرر هذه السنة منذ بداية الموسم. إن تقاذف المسؤولية بين الجهات المعنية لا يبرئ ذمة أي منها، وليس من شأن الشغيلة التعليمية في المؤسسة التي تدعو كل الجهات إلى التنسيق لإيجاد حل نهائي وجذري ينهي الأزمة من أصلها ويعيد الاعتبار للمدرسة المعنية. وهنا تسائل ثانوية علال الفاسي التأهيلية أصحاب الضمائر الحية وخاصة القائمين على تسيير الشأن المحلي داخل الإقليم والجهة عموما: ما موقع المدرسة في النموذج التنموي الجديد الذي تسهرون على تنزيله في الجهة؟ وهل هناك أي اعتبار للمدرسة العمومية التي وصلتم بفضلها لموقع المسؤولية؟ وهل هذا الوضع يحترم شعار الجودة الذي ترفعه الوزارة الوصية على القطاع؟ ننتظر جوابكم أيها العقلاء فأفتونا في أمرنا.

ads after content
الإشهار 3
شاهد أيضا
الإشهار 4
تعليقات الزوار
جاري التحميل ...
الإشهار 5