هنا المغرب

هنا المغرب
العرائش أنفو
بقلم: سعيد ودغيرى حسنى
هنا المغرب
تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس
ملكٌ يبني بالأفعال لا بالضجيج
ويمضي هادئًا في عالم صاخب
يرسم طريق الضوء لا طريق الكلام
لا يرفع الراية ليُرى
بل يرفع الوطن ليشرق
فيكون المغرب في عهده جسرًا بين التاريخ والغد
ووترًا يشدّ نبض أمة تعرف قدر نفسها وقدر أبنائها
هنا المغرب
حيث يولد الصباح من جبين الأطلس
وتفرش الصحراء عباءتها من ذهبٍ على الأرض والسماء
هنا وطن لا يعيش على أمجاد الأمس
بل ينسج اليوم مجده بيد تعمل
وقلب يؤمن
وعقل يعرف أن المستقبل لا يُمنح
بل يُنتزع بشرف
هنا المغرب
إذا نطق علّم العالم معنى السيادة
وإذا وقف صارت القامات حوله قصيرة
ليس لأن الآخرين صغار
بل لأنه كبير بطبيعته
الكبار لا يصرخون
يكفي أن يتنفسوا
فتسمع الأرض صوتهم
اليوم عيد الوحدة
عيد حقٍ لا رجعة فيه
توّجه التاريخ وصادق عليه مجلس الأمن
ووثّقته القلوب قبل الوثائق
هذا وطن لم يسأل: هل أنتم معي؟
بل قال: أنا مع حقي… ومع جذوري… ومع روحي
ومن أراد أن يفهم فليقرأ التاريخ لا الشعارات
الصحراء ليست نزاعًا
بل سيرة دمٍ وعهدٍ بين الجد والحفيد
رمل علّم أبناءه أن الانتماء ليس جغرافيا
بل نبضٌ يجري في الشرايين
وحين نطق العالم
لم ننتصر على خصم
بل انتصرنا للحقيقة
لوحدةٍ وُلدت من العرق والدم والدعاء
لا تُعطى ولا تُباع
هنا المغرب
حيث تتحول الرمال إلى طرق واسعة
تعانق البحر في الداخلة والعيون
وحيث الجسور ليست إسمنتًا
بل رؤيةٌ تصل الإنسان قبل المدن
وهنا ميناء طنجة المتوسطي
لا بوابة بحر فقط
بل معبر قارات
وإعلان مكتوب بالعمل لا بالحبر
وهنا قطار البراق
يسابق الريح
ليقول إن الزمن رأس مال
والأمم التي تحترم وقتها
تصنع وقت العالم
وهنا الطاقة من الشمس والريح
نور ورزازات
وصخب الرياح في الأطلس
مغرب لا يزرع فقط
بل يصنع ويبتكر ويصير مرجعًا
هنا الدبلوماسية ذكاء
لا عداء ولا تبعية
خطى تعرف الأرض وتعرف الاتجاه
تجمع إفريقيا بالقلب
وتخاطب العالم بثقة الواقف على جذوره
والاقتصاد يكبر بلا صخب
والحديد يصبح سيارات
والسماء تحمل طائرات بصنع مغربي
والأرض تثمر بذكاء
والمعامل تنبض بشباب المدن والقرى
من فاس للرباط
ومن طنجة للدار البيضاء
ومن أكادير حتى أقصى الجنوب
هنا الجيش الملكي
صامت كالجبال
ثابت كالقدر
يحرس حدودًا يرسمها القلب قبل الخرائط
وهنا الأمن
يحمي الوطن كما يحمي الأب نور البيت في آخر الليل
هنا المغرب
لا نصر بلا إنسان
ولا خطة بلا قرية
ولا مستقبل بلا يد طفل يرفع العلم اليوم
ليزرع الوطن غدًا
هنا التنمية تمشي على الأقدام إلى القرى
وتشرق في الوديان قبل المدن
هنا المغرب
لا نهتف ليسمع الآخر
بل لأن النشيد في أعماقنا لا ينام
الله
الوطن
الملك
نبض لا كتابة
من أراد أن يرى المغرب
فليدخل قلوب أهله
فالأوطان لا تُقرأ على الخرائط
بل في العيون
فلتعلُ الزغاريد
ولتطِر الرايات في الريح
هنا المغرب
حيث الحلم لا يمشي وحده
بل تمسكه أمة تعرف الطريق
وتكتب المجد كما تكتب السماء دربًا للنجوم
هنا المغرب
حكاية لا تنتهي
كل يوم سطر جديد
يبدأ من الرمل
وينتهي عند السماء
